هويه مصريه ....أم غربيه؟؟؟!!! سؤال الهويه هو سؤال قديم جدا في مصر...من نحن يا تري ؟ مصريون ؟ عرب ؟ اسلاميون؟في رأيى الشخصي فان التساؤل نفسه مفتعل ، لايوجد اي تناقض بين كوننا مصريين وعرب ومسلمين ،المسأله باختصار هي أنه في أوقات بعينها يطغي انتماء بعينه علي بقية الانتماءات ـ دون أن يلغيها بالطبع ـ في أثناء الاستعمار الانجليزي ونتيجة للرغبه في تحرير مصر أولا من نير الاستعمار فان "المصرية" تطغي علي ما سواها ، بعد ذلك ونتيجة للمد الصهيوني فان موجة "العروبه"تكتسح الجميع ،أما المد الاسلامي الحالي فهو نتيجة لموجة التغريب والعلمنه التي تكتسح العالم حاليا ـ وبالتالي فان موجة التطرف الحاليه ليست الا رد فعل شديد"وغبي أحيانا"لموجة التغريب الحاليه التي تهدد كيان الأمه.....أعني أنها عرض وليست مرض ـ وللأستاذ طارق البشري مقاله رائعه عنوانها" سيبقي الغلو ما بقي التغريب " نشرت بمجلة العربي الكويتية منذ سنوات ،أريد أن أقول ان الحديث عن تناقض بين الهويه المصريه والعروبه أو الاسلام هو كالحديث عن تناقض بين الهويه الصعيديه والمصريه او كما يعلق الدكتور جلال أمين ساخرا علي هذا الأمر بأنه يشبه أن يقوم احدهم أثناء مباراة بين الأهلي والزمالك اثناء احتدام وطيسها قائلا لجماهير الفريقين أنهم جميعا "مصريون" ولا يصح التنافس بينهم!ما يهمني في هذا المقال فعلا هو تلك الدعوه الي" المصريه " دعاتها يقولون أن الانتماء الي مصر "فقط" يجب ما عداه وأن الدين مسأله فرديه وأن العروبة وهم ...أنظروا الي ماذا أوصلتنا العروبه ...أنظروا الي نكباتها المتواليه بدءا ب48 وانتهاءا بالنكبة العظمي في 67 ،أولم يكن من الأجدر لنا أن نوجه أموالنا لل"تنميه" بدلا من أن ننفقها في حروب دفاعا عن "الآخرين" ؟أو لم تكن مصر أولي بهذه الأموال من فلسطين؟ومصر ـ يقولون ـ علي أي حال ليست عربيه بل مستعربه ،أنظروا الي العرب ..أو ليسوا في ذيل الأمم؟.. ..لماذا نصر علي أن نكون مع" المتخلفين " ونترك " المتقدمين " ؟طبعا بقليل من التدقيق يمكن أن نكتشف كم المغالطات في هذا الكلام ، مبدئيا مصر لم تطلق رصاصة واحده الا دفاعا عن أرضها المباشرة سواءكان هذا في 56 او67 او73 ، أما 48 فهو يثبت ما أقوله من كون العروبة جزء لا يتجزأ من هوية مصر فمن ناحيه لم يكن هناك بد من خوض الحرب كي يحافظ الحكام علي ماء وجوههم أمام شعوبهم ، ومن ناحية أخري ما كان لهم أن ينتصروا لأن كل الدول التي خاضت الحرب كانت واقعة تحت الاستعمار المباشر لذات الدول التي قامت بانشاء اسرائيل!!الملحوظة الأخري هي أن من يتحدثون عن الهوية المصرية "المستقلة" فان الاستقلال الذي يقصدونه هو غالبا الاستقلال عن العروبة والاسلام فحسب أما الغرب واسرائيل فيا ألف سهلا ومرحبا!!!!! انظر مثلا الي رائد الدعاة الي المصرية الخالصة الأستاذ احمد لطفي السيد
فالرجل كان يحامي كثيرا عن الهوية المصرية ولكن في مقابل ماذا ؟ في مقابل الهوية التركية التي اندثرت أوكادت وقتها ، وهويته المصرية هذه لم تمنعه من تنظيم "حفل وداع" لللوردكرومر صاحب مجزرة دنشواي وممثل الاستعمار البغيض في مصر ـ اقرأ كتاب عصر ورجال للأستاذ فتحي رضوان ـ والكاتب حسين فوزي ـ السندباد ـ لم تمنعه مصريته من زيارة جامعة حيفا والقول هناك بأن مصر فرعونيه وليست عربيه ، والأمثلة كثيرة وكلها تصب في ذات الاتجاه وهذا لا يمنع وجود الاستثناءات كالأستاذ أسامه أنور عكاشه مثلا فموقفه من القضيه الفلسطينيه ومعاهدات السلام ثابت ولكنه الاستثناء الذي يثبت القاعده ...
قد تكون اسرائيل دولة متفوقة تقنيا ـ الي حين ـ قدتكون متفوقة عسكريا ـ بفضل الدعم الأمريكي ـ ولكنها تبقي كيانا غير أخلاقي قائم علي طرد شعب من ارضه واحلال شعب ـ مصطنع ـ آخر مكانه ...واذاكان الخيار بين العروبة واسرائيل فأنا أختار العروبة بلا تردد.
