الجمعة، 26 سبتمبر 2008

هوية مصرية...... أم غربية؟

هويه مصريه ....أم غربيه؟؟؟!!! سؤال الهويه هو سؤال قديم جدا في مصر...من نحن يا تري ؟ مصريون ؟ عرب ؟ اسلاميون؟في رأيى الشخصي فان التساؤل نفسه مفتعل ، لايوجد اي تناقض بين كوننا مصريين وعرب ومسلمين ،المسأله باختصار هي أنه في أوقات بعينها يطغي انتماء بعينه علي بقية الانتماءات ـ دون أن يلغيها بالطبع ـ في أثناء الاستعمار الانجليزي ونتيجة للرغبه في تحرير مصر أولا من نير الاستعمار فان "المصرية" تطغي علي ما سواها ، بعد ذلك ونتيجة للمد الصهيوني فان موجة "العروبه"تكتسح الجميع ،أما المد الاسلامي الحالي فهو نتيجة لموجة التغريب والعلمنه التي تكتسح العالم حاليا ـ وبالتالي فان موجة التطرف الحاليه ليست الا رد فعل شديد"وغبي أحيانا"لموجة التغريب الحاليه التي تهدد كيان الأمه.....أعني أنها عرض وليست مرض ـ وللأستاذ طارق البشري مقاله رائعه عنوانها" سيبقي الغلو ما بقي التغريب " نشرت بمجلة العربي الكويتية منذ سنوات ،أريد أن أقول ان الحديث عن تناقض بين الهويه المصريه والعروبه أو الاسلام هو كالحديث عن تناقض بين الهويه الصعيديه والمصريه او كما يعلق الدكتور جلال أمين ساخرا علي هذا الأمر بأنه يشبه أن يقوم احدهم أثناء مباراة بين الأهلي والزمالك اثناء احتدام وطيسها قائلا لجماهير الفريقين أنهم جميعا "مصريون" ولا يصح التنافس بينهم!ما يهمني في هذا المقال فعلا هو تلك الدعوه الي" المصريه " دعاتها يقولون أن الانتماء الي مصر "فقط" يجب ما عداه وأن الدين مسأله فرديه وأن العروبة وهم ...أنظروا الي ماذا أوصلتنا العروبه ...أنظروا الي نكباتها المتواليه بدءا ب48 وانتهاءا بالنكبة العظمي في 67 ،أولم يكن من الأجدر لنا أن نوجه أموالنا لل"تنميه" بدلا من أن ننفقها في حروب دفاعا عن "الآخرين" ؟أو لم تكن مصر أولي بهذه الأموال من فلسطين؟ومصر ـ يقولون ـ علي أي حال ليست عربيه بل مستعربه ،أنظروا الي العرب ..أو ليسوا في ذيل الأمم؟.. ..لماذا نصر علي أن نكون مع" المتخلفين " ونترك " المتقدمين " ؟طبعا بقليل من التدقيق يمكن أن نكتشف كم المغالطات في هذا الكلام ، مبدئيا مصر لم تطلق رصاصة واحده الا دفاعا عن أرضها المباشرة سواءكان هذا في 56 او67 او73 ، أما 48 فهو يثبت ما أقوله من كون العروبة جزء لا يتجزأ من هوية مصر فمن ناحيه لم يكن هناك بد من خوض الحرب كي يحافظ الحكام علي ماء وجوههم أمام شعوبهم ، ومن ناحية أخري ما كان لهم أن ينتصروا لأن كل الدول التي خاضت الحرب كانت واقعة تحت الاستعمار المباشر لذات الدول التي قامت بانشاء اسرائيل!!الملحوظة الأخري هي أن من يتحدثون عن الهوية المصرية "المستقلة" فان الاستقلال الذي يقصدونه هو غالبا الاستقلال عن العروبة والاسلام فحسب أما الغرب واسرائيل فيا ألف سهلا ومرحبا!!!!! انظر مثلا الي رائد الدعاة الي المصرية الخالصة الأستاذ احمد لطفي السيد
فالرجل كان يحامي كثيرا عن الهوية المصرية ولكن في مقابل ماذا ؟ في مقابل الهوية التركية التي اندثرت أوكادت وقتها ، وهويته المصرية هذه لم تمنعه من تنظيم "حفل وداع" لللوردكرومر صاحب مجزرة دنشواي وممثل الاستعمار البغيض في مصر ـ اقرأ كتاب عصر ورجال للأستاذ فتحي رضوان ـ والكاتب حسين فوزي ـ السندباد ـ لم تمنعه مصريته من زيارة جامعة حيفا والقول هناك بأن مصر فرعونيه وليست عربيه ، والأمثلة كثيرة وكلها تصب في ذات الاتجاه وهذا لا يمنع وجود الاستثناءات كالأستاذ أسامه أنور عكاشه مثلا فموقفه من القضيه الفلسطينيه ومعاهدات السلام ثابت ولكنه الاستثناء الذي يثبت القاعده ...
قد تكون اسرائيل دولة متفوقة تقنيا ـ الي حين ـ قدتكون متفوقة عسكريا ـ بفضل الدعم الأمريكي ـ ولكنها تبقي كيانا غير أخلاقي قائم علي طرد شعب من ارضه واحلال شعب ـ مصطنع ـ آخر مكانه ...واذاكان الخيار بين العروبة واسرائيل فأنا أختار العروبة بلا تردد.

الاثنين، 22 سبتمبر 2008

الثمن

قديما.... ولكن ليس قديما جدا...... كان يمكن للمرءاذا ما استطاع أن يوفر مبلغا من المال يكفي لكي يؤجر شقة مناسبة لمدة اسبوع بالاضافة الي ثمن الطعام والشراب وجزء آخر من أجل الفسح والتي هي بطبعها بسيطة أن يحظي بمصيف ممتع ومريح والأمر كله ـ وقتها ـ ربما كان يكفى فيه ألف جنيه علي الأكثر ....
الآن لم يعد الأمر بهذه البساطة اذ أن ما كان مجانا في يوم من الايام أصبح له ثمن، كان نزول البحر مجانا وكان هذا بديهيا جدا الآن صار دخول الشاطىء له مقابل مادي... كان يمكنك وانت علي الشاطىء ان تبتاع أولا تبتاع ما تريد , الآن صار لزاما عليك اذا أردت أن تبتاع شيئا ما , أن تشتريه من الشركه صاحبة امتياز استغلال الشاطىء ....السعر؟؟!!
السعر أضعاف السعر الحقيقي بالطبع ...
كانت مشاهدة مباريات كرة القدم المحلية وكثير من البطولات العالمية ككأس العالم وكأس أوربا علي شاشة التليفزيون الوطني ومجانا شيئا طبيعيا جدا وبديهيا جدا جدا , الآن صرنا فى عصر" التشفير" بمعنييه الفصيح والدارج!!!
اذا كنت تريد مشاهدة كأس العالم فعليك أن تدفع ....اذا كنت تريد مشاهدة كأس أوربا فعليك ان تدفع ....وفي القريب ـ كما يبشرنا اتحاد الكرة ـ اذا كنت تريد مشاهدة البطولات المحلية فعليك أن تدفع ....
كان التعليم مجانيا للجميع الآن صار له مقابل ....
وفي القريب ـ تحت مسمي التطوير كالعاده ـ سوف يتم بيع التأمين الصحي لشركة خاصة...
دعك بالطبع مما سمي بالضريبة العقارية والتي ستجعل كل صاحب منزل حتي ولو لم يكن يستفيد منه تجاريا يدفع مبلغا شهريا للحكومه .....
والقائمة تطول ........
وربما يمكننا أن نعد الي ما لانهايه ...
العجيب أنه علي الرغم من تلك الموجه من تثمين مالا ثمن له وارتفاع أسعار ماظل طوال عمره رخيصا...
فان الانسان نفسه صار رخيصا الي حد لا يصدق ...يموت الناس بالعشرات و المئات ولابواكي لهم ...
يحترق قطار الصعيد ويموت العشرات فيتحدث المسئولون عن" تطوير قطاع السكك الحديديه ".....
بعدها بعدة أعوام يصطدم قطارين ببنها ويموت العشرات ـ صار هذا مفروغا منه ـ فيتحدث المسئولون عن" تطوير قطاع السكك الحديديه "!!!!!!!!!
بعدها بعامين تحترق بعض عربات احد القطارات بأسوان فيتحدث المسئولون عن "تطوير ......الخ!!!!
في المستقبل القريب عندما يدفع المرء ضريبة يومية من أجل الهواء الذي يتنفسه سوف يترحم علي الأيام السعيده التي كان يمكنه فيها أن يقضي حاجته في منزله دون أن يدفع مالا....

الخميس، 18 سبتمبر 2008

نحو الأميه

لاريب أنه اعلان شديد الذكاء ,ذلك الاعلان الذي يحث الشباب ألا"يفوته القطار" وأن يكف عن" السلبيه" ويلتحق بأي عمل أيا كان حتي ولوكان ذلك العمل يدويا بسيطا ولا يكافىء مستواه التعليمي ......
والحقيقه انه للوهلة الأولي يبدو ذلك الكلام منطقيا اذ أن العمل أي عمل هو بالتأكيد أفضل من "لا عمل"...
ومع ذلك فان كل من شاهد الاعلان ـ عدا صانعيه بالطبع ـ قد انتابه عدم الارتياح وعلق الكثيرون علي هذا الأمر فمن قائل بأن هؤلاء الشباب ذوي التعليم العالي ثروة لايجوز التفريط فيها وأن امتهانهم لمهن ـ مع كامل الاحترام لأصحابها ـ
أقل من مستوي تعليمهم هو اهدار كامل لطاقاتهم فكان الرد الاعلاني هو كما قلت انهم علي اي حال جالسين دون عمل
وأن اي عمل هو أفضل من "جلوسهم علي المقهي" تزامن ذلك مع طوفان من التصريحات الحكومية التي تزدري مستوي الخريجين وتحقر من امكاناتهم العلمية والتقنية فيخرج وزير الصحة ـ مثلا ـ ليصف خريجي الطب ـ وأنا طالب الطب القديم ـ بأنهم غير أكفاء لم يقم أحدهم يوما بتشريح جثة ولا يعرف احدهم كيف يتعامل مع الحاسب وكاننا قد عرضت علينا الجثث فأبينا تشريحها أوتوفرت لنا الحواسب فحطمناها !
كل هذا مع كلام مستمر عن فصل التعليم الثانوي عن الجامعي بحيث تصبح الثانويه شهاده منتهيه وكلام اخر عن" مفهوم
جديد لمجانية التعليم " يعني كما قال الدكتور نظيف يوما "أنه لن يحرم أحد من التعليم بسبب مستواه المادي " والذي فهمته
من كل هذا الاتي :
أن التعليم الجامعي مستواه ردىء جدا .
أنه لاقيمة للشهادة الجامعية.
أنه لا توجد فرصة عمل لأصحاب الشهادات الجامعيه.
..... والنتيجه ؟!
النتيجه انه لاقيمة للتعليم برمته اذ أن العمل اليدوي يمكن ان تتقنه دون الحاجه الي شهادة وأنه بهذا المنطق لا تضيع وقتك
في التعليم اذ ان تعلمك لحرفه كالنجارة مثلا أجدي وأنفع باختصار :العودة بالمصريين لعصر ما قبل الكتابة .