الاثنين، 22 سبتمبر 2008

الثمن

قديما.... ولكن ليس قديما جدا...... كان يمكن للمرءاذا ما استطاع أن يوفر مبلغا من المال يكفي لكي يؤجر شقة مناسبة لمدة اسبوع بالاضافة الي ثمن الطعام والشراب وجزء آخر من أجل الفسح والتي هي بطبعها بسيطة أن يحظي بمصيف ممتع ومريح والأمر كله ـ وقتها ـ ربما كان يكفى فيه ألف جنيه علي الأكثر ....
الآن لم يعد الأمر بهذه البساطة اذ أن ما كان مجانا في يوم من الايام أصبح له ثمن، كان نزول البحر مجانا وكان هذا بديهيا جدا الآن صار دخول الشاطىء له مقابل مادي... كان يمكنك وانت علي الشاطىء ان تبتاع أولا تبتاع ما تريد , الآن صار لزاما عليك اذا أردت أن تبتاع شيئا ما , أن تشتريه من الشركه صاحبة امتياز استغلال الشاطىء ....السعر؟؟!!
السعر أضعاف السعر الحقيقي بالطبع ...
كانت مشاهدة مباريات كرة القدم المحلية وكثير من البطولات العالمية ككأس العالم وكأس أوربا علي شاشة التليفزيون الوطني ومجانا شيئا طبيعيا جدا وبديهيا جدا جدا , الآن صرنا فى عصر" التشفير" بمعنييه الفصيح والدارج!!!
اذا كنت تريد مشاهدة كأس العالم فعليك أن تدفع ....اذا كنت تريد مشاهدة كأس أوربا فعليك ان تدفع ....وفي القريب ـ كما يبشرنا اتحاد الكرة ـ اذا كنت تريد مشاهدة البطولات المحلية فعليك أن تدفع ....
كان التعليم مجانيا للجميع الآن صار له مقابل ....
وفي القريب ـ تحت مسمي التطوير كالعاده ـ سوف يتم بيع التأمين الصحي لشركة خاصة...
دعك بالطبع مما سمي بالضريبة العقارية والتي ستجعل كل صاحب منزل حتي ولو لم يكن يستفيد منه تجاريا يدفع مبلغا شهريا للحكومه .....
والقائمة تطول ........
وربما يمكننا أن نعد الي ما لانهايه ...
العجيب أنه علي الرغم من تلك الموجه من تثمين مالا ثمن له وارتفاع أسعار ماظل طوال عمره رخيصا...
فان الانسان نفسه صار رخيصا الي حد لا يصدق ...يموت الناس بالعشرات و المئات ولابواكي لهم ...
يحترق قطار الصعيد ويموت العشرات فيتحدث المسئولون عن" تطوير قطاع السكك الحديديه ".....
بعدها بعدة أعوام يصطدم قطارين ببنها ويموت العشرات ـ صار هذا مفروغا منه ـ فيتحدث المسئولون عن" تطوير قطاع السكك الحديديه "!!!!!!!!!
بعدها بعامين تحترق بعض عربات احد القطارات بأسوان فيتحدث المسئولون عن "تطوير ......الخ!!!!
في المستقبل القريب عندما يدفع المرء ضريبة يومية من أجل الهواء الذي يتنفسه سوف يترحم علي الأيام السعيده التي كان يمكنه فيها أن يقضي حاجته في منزله دون أن يدفع مالا....

هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

بالطبع التضخم ألهب أسعار الكثير من السلع هذه الأيام ، لكن أظنك تبالغ قليلاً ، هناك أشياء تفترضها مجانية وهي لم تكن يومًا مجانية.

دائمًا ما كانت مشاهدة مباريات كرة القدم تتطلب دفع ثمن التذكرة للدخول ، وإذا أذيعت على قنوات التلفاز فأنت تدفع أيضًا بمشاهدة الإعلانات ، التلفاز يكسب من هذه الإعلانات لأنك تشاهدها ، وإذا لم تكن أنت موجود لتشاهدها لما أعلن المعلنون ولما حصل التلفاز الموارد التي تمكنه من دفع ثمن نقل المباراة تلفازيًا.

التسلية عمومًا طالما ما كانت تتطلب دفع الثمن ، فالمغنواتي الذي كان يدور في الشوارع يحكي للناس سير أبو زيد الهلالي وغيره ، لطالما بعد العرض ما كان يمد المنديل ليلقف ما يجود به المتفرجين ، وإلا لما عمل في هذه المهنة أصلاً.

والتعليم تاريخيًا كان دائمًا ما يكلف مالاً ، فسَبَت الخبز الذي كانت والدة الطالب ترسله معه إلى شيخ الكتاب الذي يعلمه اللغة العربية ويحفظه القرآن كان هو ثمن التعليم ، فقط في العصور الحديثة ظهرت نزعة لدى البشر في الاعتقاد بأنهم يجب أن يتعلموا بدون سبت الخبز وأن هذا حق لهم.

أما بقية النقاط ، الشواطئ والقطارات والعقارات فأتفق معك فيهم.

almeshkat يقول...

المسأله ليست "سبت الخبز" المسأله هي :اذا لم تكن تملك سبت الخبز فهل من حقك أن تتعلم أم لا؟

غير معرف يقول...

عندك حق في اللي بتقوله.
وفي ظل الظروف دي المفروض الواحد يبقى مفتري علشان يعرف يعيش،
يعني الدكتور حقه يعمل كشفه ب 100 و 200 جنيه والمدرس يدي دروس ب 100 و 200 في الشهر والميكانيكي لو اشتغل في العربية عشر دقايق أو ربط فيها مسمارين ياخد 50 جنيه وغيرهم كتير.
انت ليه ترحم الناس لما مفيش حد بيرحمك؟؟؟

almeshkat يقول...

ترحمهم عشان يرحموك

almeshkat يقول...

ترحمهم عشان ربنا يرحمك