شاهدت للتو فيلم" فيديودروم " للمخرج الكندي الشهير ديفيد كروننبرج وحبكة الفيلم تدور حول ماكس رين صاحب احدي القنوات التليفزيونيه المتخصصه في اذاعة المواد الاباحيه ويبدأ الفيلم بماكس وهو يبحث عن مواد جديده لمحطته وكيف انه لم تعد تكفيه المشاهد الاباحيه التقليديه ويبحث عن مواد وصفها بأنها "أكثر معاصره"اذ أن المواد المعروضه عليه "رقيقه " للغايه،في أثناء ذلك يكتشف أحد أصدقائه عن طريق القرصنه الرقميه احدي المحطات التليفزيونيه المشفره تسمي "فيديودروم"والتي تذيع مشاهد جنسيه ذات محتوي عالي من التعذيب الوحشي عندئذ يشعر ماكس انه قد وجد ضالته أخيرا ويبدأ في البحث عن منتجي القناة وعندما يقابل احدهم بالفعل تهديه مجموعه من أشرطة الفيديودروم ،التي يشاهدها ماكس بمزيج من التشوق والخوف ومع الوقت يكتشف ماكس أنه بدا يغرق في الهلاوس العنيفه والتي بلا شك لها علاقه بالفيديودروم كأن يتخيل نفسه يقوم بتعذيب احدي زبائنه أو أنه يعذب صديقته ،ويغدو الأمر مخيفا عندما تخبره صديقته أنها ستقوم بتجربة أداء من أجل الفيديودروم ـ يلمح الفيلم الي ان صديقته ذات ميول لتعذيب نفسها ـ ثم يراها بالفعل علي شاشة الفيديودروم ،فيما بعد يعلم انها قتلت أثناء التصوير حقا ،تغزو الهلاوس حياة ماكس ولا يعلم بالضبط ان كان ايا مما يمر به هو حقيقي ام هو مجرد هلاوس اخري وينتهي به الامر وقد تحول الي آلة للقتل ـ في احد المشاهد يصير المسدس جزءا من لحم يد ماكس ـ وينتهي الفيلم بانتحار ماكس نفسه ليس ندما أو يأسا وانما استجابة لأحد الهلاوس التي تظهر فيها صديقته وهي تدعوه للتخلص من جسده وألا يظن أنه بذلك يقتل نفسه !!
ما طاف بذهني بعد مشاهدة الفيلم هو انه يحدثنا عن عاقبة "الطمع"فاعتياد ماكس علي المشاهد الاباحيه التقليديه جعله يبحث عما هو اكثر" اثارة "،ولا يظن احد ان كثرة المشاهدة يمكن ان تمر هكذا دون تاثير علي سلوك المرء فالعنف في السينما وفي التلفاز هو انعكاس ودافع في ذات الوقت لما يحدث في الواقع ، وعندما عرفت ما فعله الاسرائيليون بالطفل محمد الدرة وتلك الطفله التي قتلوا جميع افراد عائلتها علي الشاطيء ،وعندما رأيت حوادث التفجير والعنف الطائفي في العراق ،وعندما قرأت عن مسيره للشواذ حضرها أربعة آلاف فرد في القدس قلت في نفسي لعل كل هؤلاء مثل ماكس يبحثون عن "الاثاره"بشكل أوبآخر،بل ان الفيلم نفسه دليل علي ماتفعله البشريه بنفسها ،فالفيلم حسب تصنيف موسوعة السينما الخياليه لبيتر نيكولز "فيلم مثير للتقزز" ومع ذلك عندما شاهدته لم أشعر بأي تقزز!اذ يصعب علي من شاهد افلاما مثل المنشارSAW وهانيبال بل وآلام المسيح ان يشعر بالتقزز من فيلم كفيديودروم ،انه يبدو كلهو الاطفال اذا ما قورن بها!!
4-أضحَكَ وأبكَيَ
قبل 16 عامًا

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق