فيلم اسطورة1900 تدور حبكته حول انسان حياته كلها من الميلاد الي الممات علي السفينه (فيرجينيان) من اللحظة التي يجده فيها داني بودمان ـ احد العمال علي السفينه ـ رضيعا وحيدا بعد ان تركه اهله ،الي اللحظه التي يموت فيها ...
يبدي الطفل المدهش ـ الذي اطلق عليه داني اسم1900 تيمنا بالتاريخ الذي وجده فيه ـ استعدادا هائلا لتعلم القراءة والكتابة ثم لتعلم اهم ما سيميزه بعد ذلك علي الاطلاق ..عزف البيانو..
يتقن 1900 العزف والتأليف علي البيانو الي حد الاعجاز ،هنا يدخل دور اينيو موريكوني الذي يضع لهذا الفيلم مجموعه من اروع المعزوفات واروعها علي الاطلاق ،ويخبرنا الفيلم ان اليتيم ليس هو الطفل الذي يفقد والديه ولكنه ذلك الشخص الذي لاولد له ، كما يعبر في عذوبة فائقه عن تقديره للامهات واعتبارهن ( من أفضل الخيول علي الاطلاق )!
من الامور الاخري الملحوظه في افلام تورناتوري هو ذلك الاهتمام بدور الاباء والامهات في حياة ابطال افلامه ،للوهلة الاولي يبدو الاب او الام قاسيا علي اولاده ولكنك سرعان ما تكتشف ان تلك القسوة هي لصالح الابن وليس لأذاه ،قسوة قد لا يفهمها الابن في حينها ولكنه فيما بعد سيجدها مبررة تماما ،فالام في فيلم سينما باراديسو تعاقب ابنها مرارا بسبب تعلقه الشديد بسينما باراديسو و(الفريدو) الموظف الذي يقوم بعرض الافلام ،الا انها فيما بعد تبارك رحيله عن البلدة وعنها كي يبحث عن تحقيق نجاحه الشخصي ،بل وتسامحه تماما عندما يهجرها لمدة ثلاثين عاما واكثر وتنسي كل شيء عندما يعود اليها وتأخذه في احضانها في مشهد شديد الدفء ...
كما نجد الاب الذي لا يكف عن ضرب ولده لتبذيره واهماله ،هو ذاته الذي يتعاطف مع ولده المراهق الذي يتعذب برغباته ويقوده الي تجربته الاولي برغم القصف المتواصل علي بلدهم..
ويبدو ايضا ان مخرجنا من كارهي الحرب اذ لا يخلو فيلمي مالينا وسينما باراديسو من الاشارة اليها والي اهوالها وكيف تركت الحرب في كل منزل زوجة وايتاما جائعين ،ثم كيف خلفت بعد ذلك مجموعة من المعوقين وذوي العاهات."يتبع"
4-أضحَكَ وأبكَيَ
قبل 16 عامًا

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق